بريطانيا تتعهد بتدابير إضافية للتغلب على ارتفاع تكاليف المعيشة

بريطانيا تتعهد بتدابير إضافية للتغلب على ارتفاع تكاليف المعيشة
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، بإجراء إصلاحات استجابة للأزمة المرتبطة بارتفاع تكاليف المعيشة.

ويأمل زعيم المحافظين الذي ضعف موقفه بعدما صوّت أكثر من 40% من نواب حزبه (148 من أصل 359 صوتوا) على عزله الاثنين، في طي صفحة "بارتي غيت" أو ما يعرف بفضيحة الحفلات والمحافظة على موقعه، مؤكدا أنه يريد التركيز على أولويات البريطانيين المخنوقين بالتضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في 40 عاما، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي مقتطفات مسربة من خطاب سيلقيه جونسون من لانكاشير (شمال غرب إنجلترا) سيؤكد رئيس الوزراء أنه "خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ستتبنى الحكومة إصلاحات لمساعدة الناس على الحد من التكاليف في كل مجالات الإنفاق المنزلي، من الغذاء إلى الطاقة ورعاية الأطفال والنقل والسكن لحماية الأسر وتعزيز الإنتاجية وزيادة النمو".

وأشار بيان صادر عن داونينغ ستريت إلى أن جونسون سيعلن كذلك مساعدة جديدة تهدف إلى تشجيع البريطانيين على أن يصبحوا مالكين، وهو موضوع من شأنه اجتذاب الناخبين المحافظين التقليديين.

وكان رئيس الوزراء أعرب عن نيته في توسيع نطاق إمكانية أن يصبح مستأجرو المساكن الاجتماعية مالكين، وهو أمر أطلق في عهد مارغريت تاتشر.

وركزت الصحف البريطانية الخميس على ارتفاع الأسعار والتزام الحكومة لجمه، مع عنونة صحف "ذي غارديان" و"ديلي تلغراف" و"ديلي ميرور" عن ارتفاع أسعار الوقود.

وأشادت صحيفة "ديلي ميل" المحافظة بمخطط داونينغ ستريت، وكتبت أن "بوريس جونسون سيخفض الفواتير في كل المجالات بفضل مبادرته الأكثر شمولية حتى الآن لتخفيف أزمة كلفة المعيشة".

سلطة ضعيفة 

ويأتي هذا الخطاب بعد أقل من أسبوعين من إعلان خطة مساعدات بقيمة 15 مليار جنيه إسترليني (17 مليار يورو) للأسر، فيما بلغ التضخم 9% وأسعار الوقود والغذاء ترتفع بشكل كبير، ويتوقع أن تشهد فواتير الطاقة ارتفاعا حادا في الخريف.

ومن خلال هذه الإعلانات الجديدة، يريد رئيس الوزراء الذي تراجعت شعبيته بعد عامين ونصف عام من انتصاره الانتخابي، فتح صفحة جديدة بعد التصويت بحجب الثقة الذي استهدفه بسبب "بارتي غيت"، وهي الحفلات التي أقيمت في داونينغ ستريت خلال فترة الإغلاق والتي غّرم جونسون بسببها.

والأربعاء، واجه جونسون النواب خلال جلسة المساءلة الأسبوعية فيما بدا أنه نجح في حشد تأييد مناصريه، على الأقل موقتا، في مواجهة هجمات المعارضة العمالية.

وقال جونسون "لدينا أدنى معدل بطالة منذ العام 1974 وسنواصل تنمية اقتصادنا على المدى الطويل".

وبحسب الوكالة الفرنسية فإن موقع جونسون كمسؤول تضرر بشدة بسبب الفضائح، لديه الآن مهمة حساسة تتمثل في إعادة رص صفوف قواته وناخبيه مرة أخرى.

لكن يبدو من الصعب رص صفوف حزب منقسم جدا وهناك احتمال كبير بأن يعمد النواب المستاؤون إلى عرقلة عمل الحكومة في المستقبل.

ورغم أنه تنفس الصعداء لنجاحه في إقناع غالبية من نواب حزب المحافظين، لم ينتهِ بوريس جونسون بعد من تداعيات "بارتي غيت".

ويتوقع بعد تحقيق الشرطة وكبيرة موظفي الدولة سو غراي أنه سيجرى تحقيق برلماني هذه المرة، وإذا خلص هذا التحقيق على الأرجح في الخريف المقبل، إلى أن بوريس جونسون خدع مجلس العموم عندما أكد أمامه أنه لم يخالف الإجراءات والقيود، فعليه تقديم استقالته.

وستشكل انتخابات فرعية تشهدها منطقتان في 23 يونيو اختبارا للزعيم المحافظ الذي يستبعد فرضية إجراء انتخابات مبكرة، وموعد الانتخابات مقرر في 2024.

وتوقع توبياس إيلوود النائب المحافظ الذي دعا جونسون إلى الاستقالة أيضا ألا يصمد رئيس الوزراء في منصبه "إلا أشهرا قليلة".

وتطرح أسماء كثيرة لخلافته، ومن بين هؤلاء خصوصا، وزير المال ريشي سوناك الذي تراجعت شعبيته بسبب ثروته والترتيبات الضريبية لزوجته الثرية التي ينظر إليها بريبة في ظل أزمة القدرة الشرائية.

وتشهد بريطانيا أزمة ارتفاع أسعار الوقود والتي فاقمت من أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود، كما ارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية